SNIPER الادارة
عدد الرسائل : 112 العمر : 35 الدولة : الوظيفة : الهوايات : المزاج : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 17/02/2008
| موضوع: منتخب مصر وسر التدفق العربي على مصر!!!! السبت مارس 29, 2008 6:59 pm | |
| فراج إسماعيل : بتاريخ 11 - 2 - 2008 موقع المصريون
المشهد العربي الذي رأيناه بالأمس بعد صافرة نهاية مباراة مصر والكاميرون، لم أره من قبل في أي مناسبة. كأن القاهرة انتقلت إلى قطاع غزة، وإلى العاصمة الموريتانية نواكشوط. وإلى أبو ظبي ودبي والشارقة وبقية مدن الامارات. وإلى الكويت والرياض وجدة، ومسقط والمنامة والدوحة. وإلى عاصمة الرشيد "بغداد" رغم الاحتلال الذي تنوء تحته. إلى الرباط والدار البيضاء والجزائر وتونس.. بل إلى التجمعات العربية في روما وواشنطن ونيويورك وباريس وبرلين. لأول مرة أرى هذا الشعور العربي المتوحد. الفرحة الطاغية بانجاز المنتخب غير المسبوق في روعته وقوته. الراسخون في العمر والتجربة يقولون إن ذلك لم يروه إلا ثلاث مرات. عام 1956 عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي، ومشاعر الهزيمة والاحباط أيام هزيمة يونيو 1967، والعبور العظيم تحت صيحات الله أكبر عام 1973. ما الذي حدث من تغيير حتى تهب المشاعر القومية المتوحدة وراء انتصار كرة قدم وبطولة لا تزيد عن كونها رياضية؟! هل السبب قميص التضامن مع غزة الذي أظهره أبو تريكة يوم مباراة السودان، وتعرضه بعدها لهجمة اسرائيلية شرسة تطالب بعقابه بالايقاف، معلنة تضامنها مع كل المنتخبات التي نافست مصر نكاية في هذا النجم الكروي؟!هل هو السجود الجماعي للاعبين الذي انتقل إلى لاعبي غانا واستبشروا به في الفوز على كوت ديفوار والحصول على المركز الثالث؟.. أنا شخصيا تفاجئت لأنني أدري تفاصيل التنافس الكروي الذي يطغى على مشاعر الأشقاء، ليس تجاه منتخب مصر فحسب، بل تجاه أي منتخب عربي آخر، في المباريات التي تجمعه بمنافسين غير عرب. في بطولة بوركينا فاسو كانت المقاهي في المغرب وتونس والجزائر تشجع جنوب أفريقيا في النهائي الذي جمعها معنا! يومها اخبرتني زميلة صحفية جزائرية أنها وجدت والدها يشجع جنوب أفريقيا بتعصب وتوتر كأن الجزائر هي التي تلعب، فسألته عن سبب ذلك رغم كون مصر شقيقة عربية، ولم تجد اجابة عنده يعالج حيرتها. يوم نهائي غانا كان المشهد النفسي والخارجي مختلفا تماما. وأظن أن هذا التحول أخزى الذين راهنوا على انتهاء الوطن العربي، وعلى الشعوبيات والطائفية والتمزق الداخلي والاقليمي. في رأيي هو الاحساس بوطأة الانكسارات الطويلة والهزائم النفسية المتلاحقة. لا يخفى على أحد أن وسائل الاعلام الغربية كانت متعاطفة مع كوت ديفوار ثم مع الكاميرون، وصبت كل أمنياتها في فوز الكاميرون وحرمان الفريق المصري العربي من هذه البطولة، كأنهم يستكثرون علينا حتى التفوق الرياضي، ويريدون أن يجففوا منابع الانتصارات الكروية! قالت امرأة من الجالية المغربية في المانيا: كنا نقرأ هذه الأمنيات التي تنم عن تعصب شديد، خصوصا مع توالي مشهد سجدة اللاعبين، فتحولت كل قلوبنا مع المنتخب المصري، وأصابنا توتر أثناء المباراة كأن الذي يلعب هو منتخب المغرب. هذا التدفق العربي جاء طبيعيا.. تلقائيا.. لا سياسة فيه، لكنه حمل كل معاني السياسة، ونطق بما في أعماق الشعوب، لدرجة أن الجيل الثاني من الجاليات العربية في الدول الغربية الذين لا يتحدثون العربية تابعوا المباراة على أعصابهم، وكاد يغشى على بعضهم من الفرحة حتى البكاء عندما سجل أبو تريكة! رأيت في التليفزيون شارع رئيسي في نواكشوط كأنه شارع جامعة الدول العربية في المهندسين بالقاهرة.. السيارات والاعلام التي تطل من نوافذها والشباب الذين يتسلقونها، والنساء الموريتانيات اللاتي يرقصن بسعادة.. يا الهي.. ما هذا الشعور المتدفق؟! المحصلة أن الشعوب العربية تحتاج إلى مصر، وإلى ريادتها ودورها التاريخي. إنه الشعور الباطن المغلغل في النفوس أنها الحصن وقلب العرب وشريانه النابض بالحياة، وأن الأمل في أبنائها إذا أرادت الشعوب العربية الحياة وتحدي الزمن وجبروت الذين لا يريدون لنا أن نقوم من سباتنا ونومنا الطويل. لقد أحيا فيهم هذا الانتصار الكروي الأمل.. وتلك معجزة كبيرة
| |
|